قلقاس بن فرناس - رواية د. عمرو البدالي - قراءة نقدية د. محمد دخيسي أبو أسامة - المغرب



قلقاس بن فرناس

رواية 
د. عمرو البدالي
قراءة نقدية د.محمد دخيسي أبو أسامة
المغرب






ISBN: 978-977-786-180-9


قلقاس بن فرناس
ومقدمة شيقة للدكتور محمد دخيسي أبو أسامة
ما رأيك في أن تسافر مع عمرو البدالي في المجهول الزماني والمكاني؟؟
سؤال محير فعلا، لكنه تجسَّد فعلا عبر بوابة الوقوع في خطأ التقدير الزمني للفوز بالحرية، والنجاة من الدمار الإنساني في مجابهة الإنساني، والدمار الإلهي المنتقم من الجبروت والطغيان والكفر.
يبدأ الكاتب روايته بتاريخ مؤجل (القاهرة 25 يناير 2050)، لكنه ينهيه بتاريخ أكثر تقدما زمنيا (دون إشارة إليه بالتحديد) يتسم بالحكم الإسرائيلي داخل أرض مصر. مصر التي يمجدها الكاتب بصورة مباشرة وكأنها مركز الكون، لكنه في المقابل يعطي البطل الثاني للنص إبراهيم قلقاس مركزا كونيا بمحاولته إنقاذ الرئيس نوح سقراط ومعاونه في الدفاع عوف مختار الذي أراد أن يمتلك القوة والمال والوطن، لكن القدر أسلم روحه للقوات (اللواطية: نسبة إلى قوم لوط) التي انتقمت منه.
بعد رحلة في الزمن، قاد إبراهيم قلقاس رحلة إلى الماضي لينقذ مصر من المآسي التي تعيشها، باستدراك الأخطاء والقيام بإصلاح المجتمع ليكون في متناول نوح سقراط ودولته، لكن الخطأ النيزكي جعلهم يسقطون بين قوم لوط.. انتهت الرحلة بنجاة خمسة أفراد مستغلين الساعة المتحكمة في الزمن:
إبراهيم قلقاس يسقط في زمن أصبحت إسرائيل دولة عظمى، وجد نفسه في أرض مصر لكن بحكم إسرائيلي؛
نوح سقراط سقط في زمن هتلر فكان عقابه حرقه مع بقي اليهود (إن تم الحكم فعلا)؛
عزام يسقط بجانب المسيح عيسى عليه السلام، فيؤخذ لصلبه أمام ابن مريم؛
عيسى ممتاز مسجون مع عزازيل (إبليس)، وينتظر دور الانتقام منه في زمن سحيق جدا؛
أما آدم فؤاد قلقاس (البطل الحقيقي)، فيصير (إلها) يباع في زمن العمالقة (نوح عليه السلام)، ويصله الطوفان فتبدأ رحلة البحث عن النجاة.
إذاً، هي محاولة النجاة من القدر الماضي والحاضر والمستقبل، محاولة تشكيل رؤية جديدة للواقع عبر فكرة الاستنساخ الزمني، ومحاولة بناء زمني أكثر دقة مع استدراك الهفوات الماضية.. لكن إبراهيم قلقاس الذي اختطفه الرئيس من بين الأمريكان، لم يضع في حسبانه أن الزمن غدار وأن النيازك يمكنها القضاء على أحلامه.
رواية (قلقاس بن فرناس)، تجمع بين المحكي والمسرود، الحكي باعتباره رواية الحدث الماضي، لكن يجعله الكاتب بضمير الحاضر في زمن سحيق جدا، أو ماض وهو يتقدم عقودا إلى الأمام. والسرد باعتبار المتكلم جمعا، هو البطل آدم: آدم الشخص وآدم الرمز، والجمع بالنظر إلى الذوات الجمعية التي تشكل طائفة الرحلة الزمانية.
إلى جانب اكتشاف أن كل شخص داخل المجتمع له دور سياسي مقصود، وهدفه البقاء على السلطة، وتكريس حكم فئة معينة. غير أن الباعث وراء جعلها شخصيات من رموز اجتماعية معينة (رياضي، مغني، إمام...) كانت ذات وقع أقل جاذبية وتشويق مما أوحى بأن الأمر أصبح تقريريا أكثر من اللازم.
فالرواية إذن، حكايات زمانية ومكانية، تخطف الضوء من التاريخ والعلم الحديث، إلى جانب الرؤية القبلية للحدث وما قد يتولد عنه من مشاكل أو خروقات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية.. فالبطل أبطال في الرواية، والحدث تاريخ كامل وشامل، والمكان فضاء واسع قد يكون هنا أو هناك، والرؤية القبلية سارية المفعول في كل أنحاء الرواية مما يجعل البطل والكاتب في وقاع واحد، وتحت طائل موحد.
فإذا كانت عملية صقر تهدف أساسا إلى القضاء على ثورة الضباط الأحرار، وطمس حركة الإخوان المسلمين في مصر بسجن رائدها كما جاء في الرواية تخيلا، فإن الوقائع المحكي عنها تبقى أحلاما قد تتأثر بالحدث الأساس هو السيطرة وضبط المكان والزمان، كما قد تكون رد فعل للأحداث التي تعرفها مصر وعرفتها مع ثورة يناير وغيرها من الثورات العربية التي يبقى مفعولها محدودا مع جهل أسبابها ومسيرها.

 السعر 65 جنية

إرسال تعليق

أحدث أقدم