تحميل كتاب اللغة وسر العربية PDF للثعالبي
يعتبر كتاب "فقه اللغة وسر العربية" من أشهر مؤلفات العلامة أبي منصور الثعالبي بعد كتابه "يتيمة الدهر".
وفي الحقيقة فإنّ كتاب "فقه اللغة وسر العربية" هو كتابان في مصنَّف واحد، وذلك أن أبا الفضل الميكالي طلب من الثعالبي أن يؤلِّف له كتابًا في "فقه اللغة"، وهو الذي سماه بذلك، ورسم حدوده، فسارع الثعالبي إلى تأليفه، ثمّ شفعه بكتابٍ آخر سماه "سرّ العربية"، فصارا كالكتاب الواحد.
أما فقه اللغة، فيحوي (30) بابًا، جمع في كل باب مفردات لغوية لمعنى تدل على أجزائه أو أقسامه أو أطواره أو أحواله، وجمع الفصول المتقاربة في المعنى في باب واحد. وقد يكتب فصولاً في باب، ويشير إلى أنه كان يجب أن يكتبه في باب سابق ولكن الشيطان أنساه كتابتها، مما يدل على أنه لم يتفرغ لإعادة بناء هذا الكتاب كعادته في كتبه.
وأما سر العربية، فهو عبارة عن فصول غير مبوبة، تناولَ فيها مسائل في اللغة وعلومها، ونقَل معظم بحوثه فيها عن كتاب "فقه اللغة" لابن فارس، وقد وهم أحمد أمين فعكس الصورة في كتابه "ظهر الإسلام" (2 /121) فحكم بالسبق للثعالبي! وهذا خطأ تاريخي ظاهر، لأن الثعالي توفي بعد ابن فارس بقرن.
أما عن قيمة كتاب الثعالبي؛ فتنحصر فيما يرى د. زكي مبارك: في نقولاته عن الكتب التي لم يعد لها أثر.
وذكر الثعالبي في مقدمته حادثة هجوم القفص على ضيعته أثناء تأليف الكتاب، وذلك سنة 420هـ ما يحدد تاريخ تأليفه للكتاب.
ونبّه د. محمود الجادر إلى أن كتاب الثعالبي المطبوع باسم "نسيم السحر" هو مختصر من القسم الأول من كتاب "فقه اللغة"، اختصره الثعالبي وأهداه لأبي الفتح الصيمري الذي ورد نيسابور مع السلطان مسعود الغزنوي سنة 424هـ وكان له على الثعالبي في غربته بغزنة أيادٍ ذكرَها في مقدمة "نسيم السحر".
وقد اقتتطع الثعالبي غير مرّةٍ أقسامًا من كتبه وأهداها لأمراء عصره. فصارت هذه سنّة الأدباء من بعده، كما فعل ابن سعيد بكتابه "المغرب في حلى المغرب".
أما نُسَخ الكتاب المخطوطة، فقد وصلتنا بعناوين مختلفة؛ والنسخة الوحيدة التي تحمل عنوان "فقه اللغة وسر العربية" هي نسخة دار الكتب المصرية. وقد جاء اسمه في نسخة الكتبخانة العمومية في القسطنطينية: "معرفة الرتب فيما ورد من كلام العرب"، وكما جاء بعنوان "شمس الأدب" في مكتبة الأوقاف بالموصل، وسماه بعض المؤرخين "سر الأدب".
وطبع لأول مرة على الحجر في إيران سنة 1858م بعنوان "سر الأدب في مجاري كلام العرب".
وطبع لأول مرة بعنوان "فقه اللغة وسر العربية" في باريس سنة 1861 بعناية الكونت رشيد الدحداح، وبمصر على الحجر سنة 1284هـ ثم على الحروف سنة 1880م ثم توالت طبعاته التي يطول عدّها.