سفر الريح للروائية الليبية عزة رجب سمهود





سَفَرُ الريح

 استيقظتُ مبكرة كالعادة ، بقيت في فراشي أتأمل الفراغ حولي ، ونباتات الظل التي تطوق
عنق نافذتي الصغيرة ، كان الضوء المتسلل للغرفة ضئيلاً ، وكنتُ أتوق لأن أرى تمادى ظاهرة النور ، و استشراء الضياء في أرجاء البيت ، أما سقف الغرفة المطلي بطلاء أبيض ، تتخلله خطوط ذهبية رفيعة بزواياه ، فقد أصبح صديقا لأفكاري التي أسردها عليه ، و أنتظر رأيه الجميل بخصوصها .

كنتُ أنظر إلى اللمبة التي تتوسط السقف ، لوهلة ظننتها تشبه حالة ترف، فهي رغم بساطتها تستطيع أن تجتاح الظلام ، وتبدد وحشة الليل ، إلى أن نوقفها نحن بضغطة على زر المفتاح ...
تناقض شكل غرفتي المرتبة ، مع الحال خارج الغرفة ، وخارج البيت .
إذ في هذا التوقيت الصعب ، تنتشر الفوضى الخلاقة المرتبة ، بطريقة أكثر تفننا في صناعة أفكار غير صالحة للنمو في الربيع ، فالربيع الذي زرعناه نحن ذهب مع الريح ، أو ربما خرج ولم يعد ، وبدلاً من حصاد حضاري لمواسم الفرح ، والعرس الجماعي لدول الربيع ، حصدنا المعاناة والمزيد من الألم ، وكأن ذلك عقوبة التمديد للحلم

السعر 100 جنية
ISBN: 978-977-786-118-2

إرسال تعليق

أحدث أقدم