رسائل من الشاطيء الآخر قراءة نقدية للمبدعة نجلاء خليل


كتاب أنيق في طبعة فاخرة وغلاف يحمل بصمة ووعى تزينة من الداخل لوحات بفن الكولاج للدكتورة المبدعة دلال مقارى رؤية بقلم نجلاء خليل ( غربتان وقصاصات من الحنين بين الألم والإبداع ) رسائل من الشاطئ الآخر للراقى الكاتب الصحفي الأستاذ حسام عبد القادر والأديبة الأستاذة د. دلال مقارى كتاب في أدب الرسائل يرسم ثلاثين بورتيريه للغربة بقصاصات من الحنين بفن الكولاج الذي يعكس أوجاع الروح .... غربتان وزمن مغادر ماذا يخفف الأنين ؟! وكيف يأتي المد فنلتقى كحلم ، وكيف يهرب كل منا في الآخر ويحاصره بالإشراق ؟! ثلاثون رساله تخفف الألم وتمحو الغربة وتشرح القلب وتهذب النفس وتطلق الروح كي تسبح في سماوات العلا ... بداية كي تقرأ هذه الرسائل لابد أن تربط الأحزمة وتعلم أنه قد حان وقت الطيران ، وأن على مرافئ الغربة كل شئ ينتظر... نبحث عن رائحة السعادة عن رائحة من نحبهم ونتمى أن تعود الطيور من هجرتها وأن تسد الأحلام ثقوب الحياة المرة إنها رسائل غير تقليدية في تجربة إبداعية فريدة عتبة عنوان الكتاب صريحة دلالية توضح دون مواربة الجنس الأدبي الذي ينتمي له الكتاب والغلاف لوحة فنية رائعة من فن الكولاج تجسد محاولة الوصول إلى الوطن الذى أكلنا ملح الغربة في البعد عنه ولكل رسالة من الثلاثين عنوانا يحمل وظيفة تأثيرية بمدلول الرسالة جاءت كلها موحية معبرة عن الكثير من القضايا التي تؤرقنا مثل : الوطن البديل ، ذاكرة المكان ، الكرة الأرضية ، البحث عن وطن أكلاتنا في الغربة ، نهاية العالم ، الغربة والسوشيال ميديا وهكذا ........... وبين ساعي البريد الإلكتروني واليمامة التي تتخبط على صناديق البريد وانتظار مالا يجئ ولوحات الكولاج الرائعة التي تسبق كل رسالة ومابين رسائل أ. حسام ورد الدكتورة دلال غرقت في أبجدية متفردة وقاموس مبتكر تسمرت كثيرا أمام رسائل مشتعلة وذاكرة مثقوبة وحنين يدفعنا إلي حنين ... أذهلني رشاقه الإبداع بين عقل وفكر وبين أسلوب أدبي وصور بلاغية غير مسبوقة للدكتورة دلال وتضفير للصورة فهى لم ترسم فقط بالكولاج ولكنها رسمت بالحروف لوحات تئن وتعكس عذابات الغربة وجاء أسلوب الكاتب الصحفى حسام عبد القادر المميز الذي يتميز باللغة المعاصرة السلسة تجمع بين الوضوح الواعى والتجربة والمعارف والثقافة هي بالفعل تجربة تراسل إنساني كما أشار الأستاذ حسن دعسة في مقدمتة وأنها ثنائية متبادلة وأسئلة وجودية سردية معاصرة واقعية تلمس الأحلام وتجسد المعنى الحقيقي للغربة .... وبخفة فراشة لمس الثنائي حسام ودلال خيوط الحكايات وتجولنا معهما في الأفكار وسط الحياة المختلفة والأحاسيس المختلفة والغربة الحقيقية عن الأوطان والغربة المجازية في عزل الكورونا والوباء هذه الرسائل أحالتنا إلي أهمية الوطن بين مرسل مغترب ومرسل إليه أكثر إغتراباً وكيف انتقل الحلم من الشاطئ إلي الشاطئ الآخر ومن ثم إلينا في عوالمنا المختلفة .... نعم حسام كل شئ معد مسبقا لإستقبال المغامرين وستكون قصتك الملهمة لكل من يريد العبور وستظل المسافات تصهل وستظل دلال تفتح معبرا في الفراغ وتكتب أشياء مسكونة بصوت فيروز وحكايات شهرزاد وسيظل بين الإسكندرية ودمشق روح حلوة لافرق فيها بين النخيل والياسمين ... أيها الرائعان (دلال وحسام ) الغربة الحقيقية هي غربة الروح وأنتما لاتغادرون مشاعرنا ولكن يظل الحنين هو الإشتياق لقطعة من أرواحنا نتمنى أن تعود ويظل الحنين مشاعر لاتجيد لبس الأقنعة تندفع تترى وترسل رسائل ربما تصل وربما لن تصل إلى أحد كل شئ يتجمد في الشتاء إلا الحنين ! ولنستمع معا إلى تانجو تو ايفورا ... Tango to Evora موسيقا الحنين نجلاء خليل الإسكندرية مصر لينك الريفيو علي you tube https://youtu.be/42CxT7ERPOM

إرسال تعليق

أحدث أقدم