سور من حديد - بقلم نجلاء حسين

  سور من حديد

بقلم نجلاء حسين

ليه مابتضربوش أخواتى زيى!!!!
للأسف دى مقولة ممكن تسمعها من ابنك اما وجها لوجه او يرددها طول الوقت جواه...لأنه يشعر بالتمييز والتفرقة ..وأنه أقل مكانة عند الوالدين من اخواته الاخرين ....وهذا بداية بناء السور الحديدى بين الأبناء...
أصعب احساس عند الانسان انه يحس بالقهر والظلم من اقرب الناس لقلبه والديه...والنتيجة الدخول فى دائرة مغلقة ...ألا وهى كره الأخوات لبعضهم البعض اما ظاهريا او بداخلهم ينقموا على بعضهم البعض نتيجة التفرقة بينهم ....سواء ماديا او معنويا ....ويتفاقم الجزء المشروخ فى العلاقة الأخوية مع مرور الزمن ...ويعلو السور الحديدى حتى يصبح استحالة عبور احدى الطرفين للطرف الاخر للتقابل عند نقطة الترابط الأخوى الذى كان سبب انقطاعه الاب والأم وهم غير مدركين بما فعلوه بأبنائهم من فرقة وانكسار نفسي....وان ادركوا ما فعلوه بأبنائهم....يكون بعد فوات الاوان حيث لا يمكن اصلاح ما تم هدمه من البداية ....فما بنى على أساس ضعيف وخاطئ....يسهل هدمه ....
وهنا لابد من الرجوع لديننا الوسطى ...حيث لم يترك ثغرة فى حياتنا الا ووجدنا الحل فيه ....حيث أمرنا رسولنا الكريم بأهمية العدل والمساواة بين الأبناء
حيث قوله "" اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم ""...
اذن العدل بين الأبناء والمساوة بينهم هو من تقوى الله...
حيث ان نتيجة التفرقة بينهم ...انشاء مجتمع فاسد ..حيث يكره الاخ أخاه ...ويصابوا بالانطواء وانعدام الثقة بالنفس وبالتبعية لن يكون انسان سوى لتعمير بيت وتربية أبناء بالأسلوب التربوى النفسي الصحيح .....ويؤدى أيضا الى عقوق الوالدين وعدم وصلهم ...فان كنا نريد أن يبرونا أبناءنا ..فلابد ان نبرهم ...وهذا يبدأ باختيار الزوج او الزوجة الصالحة ..ثم عدم التفرقة بينهم ...حتى نجنى ثمارهم ...عملا بقول سيد الخلق ..سيدنا محمد ..عليه أفضل الصلاة والسلام ... "" أفضل كسب الرجل ولده "".....وقول الله تعالى (( يوصيكم الله فى اولادكم ))...{ النساء..11 }..
ولنتعظ من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ..وتفرقة والده له عن باقى اخواته ...أدى ذلك لنقمهم وانتقامهم من اخيهم....حيث قول الله تعالى (( ليوسف وأخوه أحب
الى أبينا منا )) ...{ يوسف..8 } ...
ونحذر أيضا التمييز الجاهلى بين الأبناء الاناث والذكور ...حيث كانوا يفضلوا الذكور على الاناث لدرجة من رزق بابنة ..قتلها ...وليس القتل بمعناه المادى فقط ...ولكن ايضا القتل المعنوى والنفسي ...والتمميز بين الاناث والذكور فى الميراث ومخالفة الشرع ...والتمييز بينهم فى التعليم وخلافه ..حيث قوله تعالى فى كتابه الكريم ...(( واذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ))..{ النحل.. 58 }.....
فلنتق الله فى أنفسنا قبل أن تحاسب على ما فعلناه بأبنائنا ...ولنبن مجتمعا قويا يملأه الحب والترابط الأسرى فيكون الأبناء سندا لنا ولبعضهم البعض دائما وأبدا ..حيث قول الله تعالى (( سنشد عضدك بأخيك ))
وقول سيد الخلق "" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "".....
وفى الختام ...بروا أبناءكم ....يبروكم **

## بقلم ....##
## نجلاء حسين ##

إرسال تعليق

أحدث أقدم